[email=] [/email][email=]كتب عريب الرنتاوي [/email][email=]
يعد التفكير فوق المعرفي من أكثر موضوعات علم النفس حداثة مع إنها فكرة ليست بجديدة. يساعد هذا النوع من التفكير الطلبة على الإمساك بزمام تفكيرهم وبالرؤية والتأمل , ورفع مستوى الوعي لديهم إلى حد الذي يستطيعون التحكم فيه وتوجيهه بمبادرتهم الذاتية وتعديل مساره في الاتجاه الذي يؤدي إلى بلوغ الهدف والغاية. وهناك نسبة كبيرة من ألطلبة وحتى المعلمين والأشخاص المهنيين ليس لديهم إشباع عقلي حول هذا المفهوم وأهميته في عصرنا هذا, ولتحقيق ثروة معلوماتية في المكتبة الفلسطينية تساعد وتساهم بكل تواضع على إثراء القارئ العربي. واليكم ذلك:
اختلف العلماء في تعريف التفكير الفوق معرفي ولكن يمكن إيجاز أهم هذه التعريفات :
فقد عرفها اندرسون على إنها العين الثالثة المنشغلة في المراقبة المستمرة للاستيعاب خلال عمليات التفكير. وعرفها ويلسون على إنها معرفة الفرد ووعيه بعمليات واستراتيجيات التفكير وقدرته على التقييم عمليات التفكير الخاصة به ذاتيا, أي كيف ولماذا يفعل الفرد ما يفعله ؟
وعرفها ليدز وميكلوغين على أنها التفكير في التفكير , أو التفكير حول المعرفة الذاتية , أو التفكير حول المعالجة الذاتية وتتضمن الوعي والفهم والتحكم , وإعادة ترتيب المادة والاختيار, والتقويم والتي تتكون من خلال التفاعل مع المهام التعليمية.
ومن خلال التعريفات يتضح إن التفكير الفوق معرفي يشتمل على مراقبة فعالة , يتبعها تنظيم وتنسيق لإجراء ما وراء المعرفة , لتحقيق أهداف المعرفة أو الحكم على ما إذا كان الفرد يعرف أو لا يعرف انجاز المهمة.
لذلك لكل مهارة مكونات وهي : معرفة الشخص حول طبيعة تفكيره وتفكير الآخرين, معرفة المهمة لتوفير المعلومات خلال العملية المعرفية, معرفة الإستراتيجية وتتعلق بالكميات الهائلة من المعلومات , التي يمكن اكتسابها بخصوص معرفة المكان الذي تكون فيه الإستراتيجية فعالة.
فيمكن تلخيص مكونات هذه المهارة بثلاثة عناصر : التخطيط أي يكون الفرد هدفا ما موجها ذاتيا ويعي بالصعوبات التي ستواجهه وكيفية معالجتها, والمراقبة والرصد ويحتاج هنا الفرد إلى آلية لاختبار الذات لمراقبة وتحقيق الهدف, والتقويم أي المعرفة ألراهنة, وضع الأهداف واختيار المصادر .
وعلى المرشد ان يفكر بطرق واستراتيجيات لاكساب الطالب هذه المهارة وتتمركز حول هذه الطرق:
1- النمذجة مع التوضيح: إن التعلم بالقدوة من انجح أساليب التعلم وأكثرها فاعلية عندما يقترن بإيضاحات أو تعليقات يقدمها النموذج أو القدوة (المعلم مثلا) أثناء قيامه بالعمل .
2- التعليم المباشر: أي يقوم المعلم في شرح هذا النوع من التفكير في درس مثل شرح أي مفهوم آخر.
3- المشاركة الثنائية للطلبة: تهدف إلى إتاحة ألفرصه للطلبة كي يقوموا بتمثيل عملية التفكير وعملية التفكير حول التفكير بصورة عملية مشوقة أثناء القيام بحل المشكلة. ويتم تطبيقها بإشراف المعلم داخل الصف.
4- الحديث عن التفكير : لتزويد الطلبة بمصطلحات للتعبير عن تفكيرهم.
5- تقويم الذات : أي اختبار الفرد نفسه بنفسه وبعدها ينتقل إلى مواقف مشابهة.
وهناك استراتيجيات وطرق أخرى لتعلم مهارة التفكير الفوق معرفية .
وبالتالي تجدر الإشارة إلى أن هذا المفهوم أدى إلى ظهور مفاهيم ترتبط به مثل التفكير ما وراء الذاكرة, التفكير ما وراء الاستيعاب, ما وراء الكتابة......الخ.
وختاما اتوجه إلى الطلبة والمعلمين في توجيه أنفسهم إلى المسلك الذي يطور مفاهيمنا العلمية بشكل صحيح وجوهري كتابيا وتطبيقيا لنضع لأنفسنا مرتبة أو مقعدا مع العلم للاستمرار بالتقدم عبر الزمن اليوم وغدا وما وراء غدا.
أخصائي نفسي
[/email]